اخوانى واخواتى الاعزاء اليكم هذه القصه المؤلمه والتى مثلها الكثير والكثير 000 وإليكم نبذة عنها أم الشهداء سعاد جود الله استشهدت بكمين مسلح ودفنت مبتسمةً رافعةً سبابتها إلى جوار ابنها القسامي لم تكن الشهيدة سعاد تعلم وهي تودع ابنها الشهيد أحمد أن فراقه لن يدوم طويلا،وبأن ثلاثة أشهر فقط هي مدة الألم ولوعة الفراق… فقط ثلاثة أشهر وتنتهي قصة من أروع قصص البطولة والفداء في فلسطين، لا بل في تاريخ العرب والمسلمين، فكانت الشهيدة أم محمد سعاد جود الله بطلة هذه القصة وصانعة أحداثها ووقائعها، وكان ابنها الشهيد أحمد فصلا مشرقا من فصول تلك القصة الرائعة. في يوم من أيام الربيع الفلسطيني وبتاريخ 24/4/1956 ولدت الشهيدة سعاد حسن صنوبر في مدينة نابلس لأسرة عرفت بتدينها والتزامها بأخلاق الدين الحنيف.. فتربت تربية إسلامية كان لها الأثر الأكبر في تفكيرها ونمط حياتها فيما بعد . أنهت شهيدتنا الدراسة الثانوية في الفرع العلمي ومن ثم حصلت على شهادة الدبلوم في المحاسبة، وقد اشتهرت بين أفراد عائلتها بذكائها الحاد وفطنتها وألمعيتها حتى إن أفراد أسرتها كانوا يلقبونها بالدكتورة . اقترنت شهيدتنا عام 1978 بالسيد محمود خليل جود الله أبو محمد فكانت مثلا يحتذى به للزوجة الصالحة والمتفانية في رعاية بيتها وشؤون أسرتها الجديدة، وقد تحملت مع زوجها ظروف المعيشة القاسية وضحت بكل ما تملك من جهد ومال وحلي في سبيل بناء بيت مستقل لها ولزوجها ولأبنائها بدلا من البيت الصغير المستأجر، لتوفر لأبنائها حياة أفضل ومستقبلا واعدا. وقد رزقت الشهيدة بخمسة أبناء هم: محمد وأحمد وعبد الله وأنس وياسر، فحرصت على تربيتهم التربية الصالحة، وأنشأتهم على حب المساجد، وغرست في نفوسهم معاني العزة والكرامة وحب الأوطان، فأنبت جهدها نباتا حسنا، وكان ابنها الشهيد أحمد ذلك الشاب المجاهد الذي أذاق العدو صنوفا من العذاب بعملياته الجريئة والنوعية. وكانت أم محمد كذلك أما لكل الشهداء والمجاهدين من رفقاء درب ابنها الشهيد أحمد، كانت أما للشهداء أيمن الحناوي وعلاء مفلح وسامح الشنيك وغيرهم الكثير، إذ لم تتوان عن إعداد الطعام وإرساله لهم مع ابنها أحمد، وتقدم لهم كل رعاية وعناية، وتودعهم بالدموع والدعاء والصلاة قبل كل عملية كانوا ينطلقون لتنفيذها ضد الصهاينة المحتلين، ولا يهدأ لها بال حتى يعودوا من مهمتهم بسلام، فاستحقت بذلك لقب أم الشهداء. استشهاد الحبيب الغالي كان أحب أبناء الشهيدة سعاد الى قلبها ابنها الشهيد أحمد حيث كان يتودد إليها بالرفق والحنان والملاطفة، وكان يقول لها دائما بأنه لن يمكث في هذه الدنيا طويلا ، فتجيبه الأم المؤمنة المجاهدة: إني قد وهبتك لله تعالى. وكانت توصيه قائلة: بالله عليك يا أحمد لا تمت إلا ميتة مشرفة، لا أريد أن أسمع أنك استشهدت أثناء تحضير عبوة ناسفة أو برصاصة طائشة، أريدك أن تموت وأنت تواجه المحتلين. وبالفعل كان الشهيد أحمد قناصا بارعا، ومن أبرز عملياته قتل جنديين صهيونيين في عمارة عالول و أبو صالحة وسط مدينة نابلس في 30/9/2003 فضلا عن عشرات العمليات التي شارك فيها وقتل ما مجموعه سبعة صهاينة و إصابة العشرات منهم بجروح. وكانت عمليات الشهيد أحمد شديدة الوقع على جنود الاحتلال ومستوطنيه فقامت وحدة صهيونية خاصة من جيش الاحتلال بتنفيذ عملية اغتيال مدبرة استهدفته واثنين من رفقاء دربه هما الشهيد علاء مفلح وأيمن الحناوي في منطقة رأس العين بالمدينة بتاريخ 27/10 وأسفرت العملية عن استشهاد أحمد وعلاء فيما تمكن أيمن من الإفلات بعد أن رمى بنفسه في واد قريب وكسر ساعده. ويروي شهود العيان أنهم شاهدوا أحمد وهو يقاوم أفراد الوحدة الصهيونية، ، إذ أطلق النار باتجاه أحدهم فأصابه إصابة مباشرة في رقبته قبل أن يعاجله باقي أفراد الوحدة بإطلاق النار عليه بشكل كثيف ليرتقي شهيدا الى عليين. وتسمع الأم بخبر استشهاد رفيق ابنها علاء في عملية اغتيال مدبرة فتدرك على الفور أن ابنها أحمد لابد أن أصيب أو اعتقل، هذا إذا لم يستشهد هو الآخر، وبالفعل وصلت الأخبار تباعا لتؤكد نبأ استشهاد ابنها أحمد. بكت شهيدتنا بكاء شديدا على فراق ابنها الحبيب، وكانت تقول: لقد ذهب الغالي، وقد اشتد ألمها وحزنها لفراقه، وكم كانت متلهفة لرؤيته ولو في المنام، ويروي أبناؤها أنها كانت تقول بعد استشهاد أحمد: إن أحمد مشغول عني، لا يزورني في المنام. وكان أثر حزنها باديا على وجهها بشكل واصح وجلي، إلا أنها كانت صابرة محتسبة، ترجوا أجرها من الله تعالى، على أمل أن تلقى ابنها عن قريب، فكان لها ما تمنت، وأكرمها الله تعالى بالشهادة، بعد أن قضت حياتها مجاهدة في سبيل الله، وقدمت أعز أبنائها فداء لمسرى نبيه . موعد مع الشهادة وتزداد حرقة الأم على ولدها، ويزيد شوقها للقائه، فيكون اللقاء بعد أقل من ثلاثة أشهر حينما كانت الشهيدة سعاد وابنها الآخر عبد الله والشهيد القسامي أيمن الحناوي رفيق درب الشهيد أحمد هدفا لكمين نصبته قوات الاحتلال على مدخل نابلس الغربي. ويطلق الجنود النار بكثافة على السيارة التي كانوا يستقلونها ، فترتقي سعاد شهيدة وكذلك أيمن ، ويصاب عبد الله بجروح ويقع في قبضة جنود الاحتلال. لقد أكرم الله سبحانه وتعالى الشهيدة سعاد بلقاء ابنها الذي أحبته ، وكان هذا اللقاء بصحبة الشهيد أيمن صديق ابنها ورفيق دربه في الجهاد والمقاومة. لقد نجا أيمن من محاولة الاغتيال التي استشهد فيها احمد ، ولكنه لحق به بصحبة أمه المجاهدة . وإمعانا في الحقد الصهيوني المتجذر في نفوس الصهاينة، يحتجز جنود الاحتلال جثماني الشهيدين لأكثر من ثماني ساعات متواصلة، ولم يفرج عنهما إلا قبيل ساعات الغروب، الأمر الذي أدى الى تضارب الأنباء حول هوية الشهيدين، وسرت شائعات مفادها بأن الشهيدين هما سعاد وابنها عبد الله مما ضاعف من وقع الحدث على الأهل والأقارب والأحباب . وما أن أفرج عن الجثمانين حتى خرجت مسيرة غاضبة تحمل الشهيدين وتطوف بهما شوارع جبل النار متحدين ظروف حظر التجول المشدد والمفروض على المدينة منذ أسبوع ، وتنطلق الحناجر بالتكبير والهتاف مطالبين القوى المجاهدة بالثأر والانتقام لدماء الشهيدين. ويسجّى جثمان الأم الى جانب ضريح ابنها الشهيد أحمد ، لتكون الى جانبه جسدا، والى جانبه روحا في جنات النعيم. وقد بدت عليها ابتسامة الفرح بلقائه، وكانت مفتحة العينين ، وترفع أصبعها بعلامة التشهد. كتائب القسام تنعى الشهيدين كتائب القسام نعت الشهيدة سعاد والشهيد القسامي أيمن الحناوي، وأوضحت بأن الشهيد أيمن كان في مهمة جهادية قرب مستمرة شافي شمرون الصهيونية وأن الشهيدين وقعا في كمين نصبه لهم جنود الاحتلال. وتوعدت الكتائب الصهاينة برد قاس وسريع على هذه الجريمة البشعة مؤكدة بأن هذه الجريمة لن تمر بدون عقاب. وفي حفل التأبين الذي أقامته حركة حماس في البلدة القديمة والذي حضره آلاف المواطنين، وقف الشيخ ماهر الخراز يحيي الشهيدة سعاد ويستعرض بطولاتها، ويعدد تضحياتها ووصفها بخنساء الشعب الفلسطيني وسلية الصحابيات المجاهدات أمثال نسيبة بنت كعب المازنية وخولة بنت الأزور. أما محمد نجل الشهيدة الأكبر فقد استذكر مناقب أمه المجاهدة ورثاها أروع رثاء، وتعهد بالسير على خطاها. أما حشود المشاركين فقد وقفت لتردد الأناشيد الحماسية، وحملوا ذوي الشهيدة على الأكتاف وسط الهتافات المؤيدة لكافة الكتائب المجاهدة والمطالبة باستمرار الانتفاضة والمقاومة حتى النصر والشهادة. [
مشاركة : قصة شهيده من شهداء فلسطين
مشاركة : قصة شهيده من شهداء فلسطين